يقول الحق سبحانه وتعالى
وذا النون اذ ذهب مغاضبآ فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين)
(وذا النون) هو:العبد الصالح يونس بن متى ,وبلدته هي قرية ((نينوى))وتوجد بلعراق ناحيه الموصل.
وبدأت قصته مع قومه عندما قام يدعوهم الى عباده الله ,فلم يؤمنوا,ولما طال ذلك عليه يئس من ايمان أهل قريته ,,خرج منها وهوغاضب ,والغاضب يكون غضبانآ من نفسه ,ولم يغضبه أحد,ولكن مغاضب تعني أن الناس أغضبوه .مثلها ((هاجر))أي ترك المكان من نفسه و(مهاجرأجبره أهل المكان على المهاجرة .
فيونس حينما دعا قومه الى الأيمان كفروا به ,لأنه عندما يأتي الرسول بمنهجيصلح حركة الحياة الفاسدة, فاءن المستفيدين من الفساد يقاومونه ,وهم عادة الأقوياء الذين لهم جبروت ,ويعيشون على ظلم الناس وأكل حقوقهم ,وغي ذلك من الفساد.فلما قاوم أهل القريه يونس عليه السلام وعاندوه ,ترك دعوتهم مغاضبآ,أي أنه أغضبوه بعنادهم ,وغضبوا منه لدعوته ,فتركهم وهاجر .ورسول الله صلى اله عليه وسلم ترك مكه مهاحرآ,لأن قومه هم الذين ألجأوه الى الهجرة,ولذلك قال وهو يغادر مكه
والله انك لأحب بلاد الله الى نفسي ,ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت).
ذو النون خرج مغاضبآ
فظن أن لن نقدر عليه )واظن ترجع أن الله سبحانه وتعالى لن يضيق عليه ,فأرض الله واسعه ,وظن أنه سيجد مكانآ آخر يكون أهله أكثر قبولآ لدعوته,وأقل عداوة له ,ولكنه مرسل الى هؤلاء ,وكان لابد أن يتحمل الأذى منهم,ولكن معارضة دعوته كانت شديدة جدآمن أهل هذه القريه(نينوى),والتي جاء ذكرها في حديث عداس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذهب الى الطائف يطلب النصره من اهلها .فحرضوا عليه غلمانهم وسفهائهم ,فقذفوه بالحجارة حتى دميت قدما الشريفتان ,فدخل الى بستان لابني ربيعه,عتبه وشيبة ,فرآه خادم البستان واسمه (عداس) فأتى اليه بقطف عنب ليأكله ,وجلس يتكلم معه فأخبره عداس أنه من نينوى ,قل له رسول الله صلى الله عليه وسلم:قريه العبد الصالح ,قال عداس :ومن أدراك بالعبد الصالح ؟فقال رسول :انه نبي وأنا نبي)فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه .)
لماغادر يونس قريته مغاضبآ لأهلها ربما قاصدآ بلدآ آخر ,يكون أكثرقبولآ لدعوته .رأى قوم يونس عواصف ورياحآ شديدة وانقلابآ في الطبيعه ,فذهبوا الى علمائهم فقالوا لهم :ان هذا بداية عذاب سيصيبهم الله سبحانه وتعالى لما فعلوه في نبي الله يونس.وقال لهم علماؤهم .آمنوا بدعوة يونس قبل أن يحل عليكم العذاب.فأمنوا وبدءوا يردون المظالم الى أهلها ,حتى ان الرجل كان يهدم جدار بيته لأن فيه حجرآ سرقه من جاره ,فيهدم الجدار ويعيد لجاره الحجر.
واما يونس بعد مغادرته قريته ,ركب سفينه في البحر فتلاعبت بها الأمواج ,فقال ركبان السفينه:لابد من تخفيف الحموله حتى تنجو السفينه من الغرق.وتشاوروا فيما بينهم واتفقوا على أجراء قرعة ,من وقعت عليه ,ألقوه من السفينه في عرض البحر,فددت القعه يونس وأعادوها ثلاث مرات فكانت تحدد يونس فألقوه بالبحرفالتقطه الحوت ,ثم لفظه الحوت الى الشاطئ وذلك قوله تعالى (فلولا أنه كان من المسبحين ,للبث في بطنه الى يوم يبعثون )